٢٥ عامًا من النمو القائم على الابتكار

شهد عام ٢٠٢٢ مرحلة هامة في مسيرة شركة بوبا العربية، حيث احتفلت الشركة بمرور ٢٥ عامًا على تقديم خدماتها في المملكة بصفتها شركةً رائدةً في مجال التأمين الصحي وأحد أبرز الشركات في الدولة وأكثرها ابتكارًا، وقد كان التزامنا بالابتكار هو محور هذه الرحلة التي استمرت على مدار ربع قرنٍ، مما مكننا من دفع الشركة وقطاع التأمين الصحي على حدٍ سواءٍ نحو العصر الرقمي، ويسرني أن أنتهز هذه الفرصة لشكر عائلة بوبا - بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن مجلس الإدارة - على التزامهم برؤية الشركة وخدمة مواطني ومقيمي المملكة العربية السعودية.

عامٌ آخر من الازدهار

اجتازت الشركة عامًا زاخرًا بالإنجازات القوية حققت خلاله نموًا بإجمالي أقساط التأمين المُكتتبة بنسبة ٢٢.٠٪ تقريبًا، وهو أفضل نتائجنا حتى الآن، ومع الأخذ بعين الاعتبار مُبادراتنا لإدارة التكلفة ونتائج إيرادات الاستثمار القوية، حققنا صافي ربح للمُساهمين قبل خصم الزكاة وضريبة الدخل بقيمة ١.٠٣ مليار ريال سعودي بزيادةٍ قدرها ٤٠.٥٪ عن عام ٢٠٢١.

وتُعزى هذه النتائج القوية إلى تحسن أوضاع الاقتصاد الكلي بعد جائحة كورونا والتزامنا برقمنة خدمات التأمين الصحي التي نُقدمها.

ومع ذلك، واجهنا عددًا من التحديات على مدار العام، بما في ذلك تكاليف الرعاية الصحية المُتزايدة - بنسبة ١٠.٠٪ في المملكة - التي أدت إلى حدوث تضخمٍ في القطاع الطبي وغير ذلك من التبعات الناجمة عن تنفيذ المادة (١١)، مما ترتب عليه فرض المزيد من تكاليف المُطالبات.

وعلى الرغم من ملاحظتنا للتكاليف المُتزايدة بسبب تطوير برنامج نفيس، تمكنا من الحفاظ على تجربة سلسلة للعملاء.

وما زلنا نواجه هذه التحديات من خلال مواصلة التقدم وفقًا “لاستراتيجية بوبا ١” مع التركيز على استراتيجيتنا الرقمية والالتزام باستراتيجية التسعير ومواصلة التركيز على الاستثمار في رفع مستوى خدماتنا، وتضمنت اتصالاتنا مع عملائنا خلال هذا العام اطلاعهم على السياسات الجديدة التي وضعها مجلس الضمان الصحي وفوائدها، وواصلت مشروعات شركة بوبا العربية في أداء دورها الرئيس في مجال تقنية التأمين وتقنية الرعاية الصحية مع التركيز على تحديد مجالات النمو الجديدة. وأخيرًا وليس أخرًا، استثمرنا في موظفينا - المُحرك الرئيس لرؤيتنا واستراتيجيتنا للنمو.

الاستراتيجيات الرائدة لعام ٢٠٢٢

• الاستثمارات المُستمرة في التحول الرقمي
• استراتيجية التسعير المُنضبطة
• تعزيز عروض خدمات بوبا
• اطلاع الأعضاء على السياسات الجديدة
• الاستثمار في الموظفين

يُعد التحول الرقمي عامل أساسي

تُساهم استراتيجيتنا للرقمنة في تعزيز وضعنا الريادي في السوق، وسنواصل التزامنا مع حلول عام ٢٠٢٢ عبر تنفيذ عدد من المُبادرات، حيث توسع نطاق بصمتنا الرقمية عبر إطلاق ثلاثة مُنتجات لتطبيقات الجوال لتلبية مُتطلبات الشراء الشاملة، فضلًا عن تكامل خدمة وثق وخدمة أبشر وتطوير روبوت الدردشة سلمى وإطلاق روبوت الدردشة وطورنا أيضًا العديد من الميزات بما في ذلك إدارة المزايا الدوائية واستخدام منصة نفيس ومنصة الصحة الرقمية.

ركزت استراتيجية التحول الرقمي لشركة بوبا العربية في عام ٢٠٢٢ على أربعة ركائز أساسية:

• تقديم تجارب مُتميزة لعملائنا وموظفينا
• الكفاءة والأتمتة لتحسين العمليات
• منصة مؤتمتة وسلسة لإدارة مُقدمي الخدمات
• البيانات الضخمة والتحليلات

وعلى الصعيد الداخلي، جددنا موقع وظائف الشركة حتى يعكس وضع علامتنا التجارية ويُقدم لمُرشحينا المُحتملين تجربة سلسة عبر الإنترنت، وحرصنا أيضًا على أتمتة بوابة وسيط الشركات الصغيرة والمُتوسطة ورحلة المبيعات الرقمية على حدٍ سواء خلال عام ٢٠٢٢، مما أدى إلى زيادة الكفاءة وتعزيز رضا العملاء.

تعتزم شركة بوبا العربية في ٢٠٢٣ طرح إصدارات البرامج التجريبية من تطبيقات فحص الأعراض والرعاية الصحية المنزلية، وسيستمر تطوير وتجديد موقع الويب وتحسين الدردشة الآلية. وعلى الصعيد الداخلي، نُخطط لتنفيذ نظام إدارة الموارد البشرية ومنصة تخطيط موارد المؤسسات المالية لتنظيم أنشطة الموارد البشرية والأنشطة المالية وتعزيز الشفافية عبر المؤسسة.

تقدير جهودنا

تقديرًا لجهودنا المُستمرة لتحسين جودة الخدمات الصحية وكفاءتها ونشر الوعي الصحي في جميع أنحاء الدولة، حصلنا على العديد من الجوائز، كان أخرها جائزة التميز بثلاث فئاتٍ من التأمين الصحي من مجلس الضمان الصحي في عام ٢٠٢٢، وصُنفت شركة بوبا العربية أيضًا ضمن أقوى ١٠ علامات تجارية في المملكة واحتلت الصدارة بقائمة شركات التأمين الرائدة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

بيئة عمل صحية للموظفين - جوهر أدائنا المُتميز

نؤمن في بوبا العربية بضرورة التحسين والحفاظ على ثقافة تنظيمية تجذب وتشارك وتنمّي وتحتفظ بأفضل المواهب في القطاع. خلال عام ٢٠٢٢، قمنا بتحديث هيكل التصنيف لدينا، مدعوماً بميزانية مهمة لتسوية الأجور. وقد حصل ما يقارب ١٥٥٠ موظفاً على زيادة بمعدل ٢٠٪ في الأجور وتأثروا إيجابياً فيما يخص التعيينات والتعويضات. وعلاوة على ذلك، تم ترقية ٢٠٩ موظفاً وتم وضع أكثر من ٧٠٠ موظفاً على مسار يتيح لهم الترقية خلال العامين التاليين، مما يعني مسار تعاقب سليم بنسبة ٨١٪.

وفضلًا عن ذلك، تكفل الشركة مرونة العمل الكاملة (١٠٠٪) لجميع موظفيها من خلال تطبيق سياسات الموارد البشرية الجديدة فيما يتعلق بالوقت والإجازات ومكان العمل، وقدمنا أيضًا تدريب على المهارات الشخصية والتقنية والقيادية بمتوسط (+١٩) ساعة تدريبية لكل موظفٍ من أجل تعزيز تطوير الموظفين، علاوة على تعيين موظفين جُدد بنسبةٍ تتجاوز أعداد الموظفين الذين استقالوا من العمل، مما أدى إلى نسبة دوران موظفين ٨٪ خلال ٢٠٢٢.

وقد تجلى نجاح مُبادرة موظفينا بوضوح من خلال استطلاع مُشاركة الموظفين الذي نفذناه من خلال شركة جلينت، شريكنا الخارجي، والذي حققنا من خلاله أعلى درجات الارتباط حتى الآن (٨٨٪)، وساهمت هذه الجهود المُتضافرة في تحقيق أهدافنا المالية وضمان تجارب مُتميزة لعملائنا والحفاظ على وضعنا الريادي في السوق على مستوى هذا القطاع.

التطلع إلى عام ٢٠٢٣

بينما نمضي قُدُمًا نحو عام ٢٠٢٣، نؤمن بالعديد من العوامل:

- عوامل الاقتصاد الكلي وتطوير القطاع وسياساته والعوامل السلوكية المُتغيرة، حيث تدعمنا هذه العوامل نحو تحقيق النمو المُستمر.

وعلى صعيد الاقتصاد الكلي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الفعلي للمملكة بنسبة ٨.٧٪ مُقارنة بعام ٢٠٢١ بفضل الأنشطة الاقتصادية النفطية وغير النفطية وفقًا لتقديرات الهيئة العامة للإحصاء، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يُحقق الاقتصاد المزيد من النمو بنسبة ٢.٦٪ سنويًا بالمُضي قُدُمًا نحو ٢٠٢٣، ويُعزى هذا النمو المُنخفض نسبيًا في الأساس إلى انخفاض تقديرات الإنتاج النفطي، ويتوقع صندوق النقد الدولي استمرار ارتفاع النمو غير النفطي؛ وسيؤدي الإنفاق المُستمر للحكومة والتوسع المُطرد في المجال الصناعي المحلي والتزام الحكومة بتنفيذ إصلاحات رؤية ٢٠٣٠ إلى تنفيذ المزيد من الأنشطة الاستثمارية وتعزيز النشاط غير النفطي في الدولة.

سيشهد قطاع التأمين أيضًا عددًا من التغيرات بحلول عام ٢٠٢٣ وإطلاق إحدى الهيئات التنظيمية الجديدة المُوحدة المُخصصة لقطاع التأمين، ومن المُتوقع أن تعمل وزارة المالية بالتعاون مع الهيئة التنظيمية لمُساعدة قطاع التأمين والجهات الفاعلة الرئيسة التابعة له على التوسع على نطاق الدولة والمنطقة،

ومن المُتوقع أن يتوسع القطاع الصحي الخاص عبر تحقيق زيادة قدرها ٦٠ مليون ريال سعودي في عام ٢٠٣٠ مُقارنة بقيمته الحالية البالغة ٣٠ مليون ريال سعودي وذلك لما شهدناه على مدار ٢٠٢٢ من زيادة في عدد السكان المؤمن عليهم بالتزامن مع إطلاق الحكومة للمشاريع الضخمة، الأمر الذي ساهم في زيادة عدد عملائنا.

وسيُحدث تطبيق التأمين الصحي المخصص للعمالة المنزلية المزيد من التوسع في السوق، ونظرًا لتجاوز التأمين الصحي الحالي الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ٠.٧٣٪ فقط، نؤمن بتوافر المزيد من فرص التوسع وإضافة القيمة أمام هذا القطاع.

فضلًا عن ذلك، نؤمن بأن تغيير العوامل السلوكية مثل الطلب المُتزايد على الفحوصات الطبية والرعاية الصحية الوقائية، لا سيما بين الشباب، سيُساهم في تنمية القطاع، كما تشهد الدولة أيضًا اعتمادًا سريعًا للتقنية حيث يُمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (١٥-٣٤) عامًا ما يزيد عن ثلثي إجمالي عدد السكان قليلًا (٣٦.٧٪ في عام ٢٠٢٠)، بما في ذلك تبني تقنية الجيل الخامس والترويج للمُدن الذكية، الأمر الذي يُعزز رقمنة قطاع التأمين الصحي حيث حققت شركة بوبا العربية العديد من الإنجازات الفعلية التي جعلتها في الصدارة مُقارنة بنظرائها.

وتحقيقًا لهذه الغاية، نؤمن بأن شركة بوبا العربية على أهبة الاستعداد لاغتنام الفرص والتصدي لأي تحديات تنجم عن تغييرات القطاع المُختلفة أو أوضاع الاقتصاد الكلي الأوسع نطاقًا، فلا شك أن الأساس الذي بنيناه على مدار الربع القرن الماضي عبر تركيزنا الثابت على الابتكار وخدمة العملاء وتعزيز مواهبنا، سيكفل الحفاظ على أداء الشركة على مدار ٢٠٢٣ وما بعدها.

طل هشام ناظر
الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة