أسفرت التجربة الرقمية المحسنة عن مؤشر تفاعل رقمي بنسبة 96.4% خلال عام 2021م. بالإضافة إلى زيادة حركة مرور القنوات الرقمية للمعاملات المالية بنسبة 60% والمعاملات غير المالية بنسبة 70% مقارنة بالعام السابق.
عبدالله بن علي الخليفة
الرئيس التنفيذي
كان عام 2021م عامًا استثنائيًا من الانتعاش والنمو في جميع أنحاء العالم. حيث أدى التركيز في المملكة على النشاط الاقتصادي غير النفطي إلى دفع الاقتصاد إلى الأمام حيث لعبت البنوك والمؤسسات المالية دورًا رئيسيًا في هذا التحول في المملكة، لا سيما فيما يتعلق بالتمكين الرقمي.
لمواكبة التطورات المتسارعة نتيجة أزمة جائحة كورونا، سارع مصرف الإنماء إلى تقديم استراتيجية للأعوام 2021م - 2025م التي تسعى جاهدة إلى أن يكون مصرف الإنماء الأسرع والأكثر سهولة في المملكة. حيث ركزت الاستراتيجية على الرقمنة وأتمتة العمليات كمحفزات لتحسين تجربة العملاء والتي أسهمت بحمدالله في تعزيز جهود جذب عملاء جدد وزيادة التوجه الرقمي.
سيواصل مصرف الإنماء جهوده الدؤوبة نحو مستقبل مصرفي رقمي لخدمة عملائه والقطاع المصرفي في المملكة تحقيقاً لرؤية 2030، فتبنّي التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي (AI) وإدخال منتجات رقمية جديدة، وزيادة الخدمات عبر الإنترنت، وتوسيع الفروع الرقمية، وتحسين تجربة المستخدم رقميًا هي من أولى اهتمامات المصرف. علاوة على ذلك، سيتطلع الإنماء إلى الاستفادة من الفرص المتعلقة بالشركات الكبيرة، وتمويل المشاريع عبر القطاعات المتنوعة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وإدارة النقد، والتمويل التجاري.
كان العام 2021م، عاماً متميزاً من حيث تنفيذ العديد من المبادرات من أجل تقديم المنتجات والخدمات المصرفية الأكثر ابتكارًا، شملت العديد من الخدمات الرقمية، مثل التمويل عبر الإنترنت، والبطاقات الرقمية، وخدمات طباعة البطاقات، مع تحسين رحلة العميل لجميع الخدمات الرقمية. كما استثمر المصرف في البنية التحتية للتعامل مع الطلب المتزايد على الخدمات الرقمية. ونتيجة لالتزام المصرف بالتنفيذ، تمكنّا ولله الحمد من تزويد عملائنا بخدمات سلسة ومستمرة، على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة.
تتيح خدمات الإنماء الرقمية لعملائنا إدارة أنشطتهم المالية من خلال قنوات رقمية متعددة بما في ذلك الهواتف الذكية، بالإضافة إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت التي يقدمها المصرف للأفراد والشركات. أسفرت التجربة الرقمية المحسنة عن مؤشر تفاعل رقمي بنسبة 96.4% خلال عام 2021م. بالإضافة إلى زيادة حركة مرور القنوات الرقمية للمعاملات المالية بنسبة 60% والمعاملات غير المالية بنسبة 70% مقارنة بالعام السابق.
كما واصل المصرف جهوده في تعزيز الاستحواذ على عملاء جدد، كما كان هناك ارتفاع كبير في الاعتماد على الوسائل الرقمية، مع اتصال أكثر من ثلاثة ملايين عميل عبر المنصات الرقمية للمصرف حيث تجاوز عدد مرات استخدام تلك المنصات 150 مليون مرة، مما أدى إلى ثلاثة مليارات من المعاملات والاستفسارات المالية وغير المالية. علاوة على ذلك، أجرى ما يقرب من 1.2 مليون مستخدم نشط لتطبيقات الأجهزة الذكية ما يقرب من 46 مليون عملية تحويل أموال في عام 2021م، وهو ما يمثل 98% من المدفوعات التي قام بها العملاء.
لدفع الاستراتيجية الرقمية، قام المصرف بتعيين رئيس المصرفية الرقمية وعمل على إنشاء المصنع الرقمي كنواة لجهود الابتكار الرقمي للمصرف، مع توسيع نطاق تجربة العملاء والتميز التشغيلي في جميع أنحاء المصرف. في عام 2021م، اعتمد المصرف أيضًا أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)، والتي تعمل على أتمتة العمليات والإجراءات اليدوية، وبالتالي تقليل الأخطاء البشرية وتكاليف التشغيل بشكل كبير. تم استخدام التحليلات المتقدمة (AA) والذكاء الاصطناعي أيضًا لتعزيز عملية صنع القرار، وتسهيل البيع المتقاطع، ورصد السلوك، واستخدام الأصول. كما قام المصرف بنشر 70 منطقة رقمية جديدة في الفروع، وتعزيز خدمات المبيعات الميدانية، كما تم البدء في العمل على تحديث نقاط البيع التي يبلغ عددها 100,764 نقطة بيع في جميع أنحاء المملكة.
في عام 2021م، عمل مصرف الإنماء مع البنك المركزي السعودي (ساما) وشركة المدفوعات الخليجية (GPC) ليصبح من أوائل البنوك السعودية التي انضمت إلى شبكة آفاق، والتي تسرع التحويلات عبر الحدود داخل دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الاتصال بمنصات التسوية الإجمالية في الوقت الفعلي (RTGS). كما ظل أمن البيانات على رأس أولوياته، حيث وضع المصرف استراتيجية أمنية شاملة وخارطة طريق، تم بموجبها تنفيذ مبادرات متعددة لتعزيز الأمن ولضمان الامتثال لأنظمة البنك المركزي السعودي.
انعكست القوة المالية لمصرف الإنماء ومرونته في الأداء المالي لعام 2021م، حيث بلغت نسبة التكلفة إلى الدخل 35.5 %، والعائد على حقوق المساهمين 10.8 %، والعائد على الموجودات 1.6 %.وقد تجلى التحسن في جودة الائتمان من خلال تغطية الإنماء للتمويلات المتعثرة، والتي زادت بنسبة 55 % على أساس سنوي إلى 177 %، حيث بلغت التمويلات المتعثرة 1.75 %، بانخفاض قدره 30% على أساس سنوي. كما نمت ودائع العملاء بنسبة 14 % على أساس سنوي. وأصبح سهم مصرف الإنماء ثاني أكبر سهم متداول في المملكة من حيث الحجم والقيمة، بقيمة سوقية بلغت 48 مليار ريال سعودي كما في 31 ديسمبر 2021م، مما يُظهر ثقة المستثمرين في المصرف.
نعتبر في مصرف الإنماء أن صحة ورفاهية الموظفين والعملاء ذات أهمية قصوى لذلك التزم المصرف بكافة البروتوكولات الصحية المعتمدة من الجهات الرسمية لضمان بيئة عمل آمنة، حيث سهّل المصرف توفير اللقاحات المعتمدة لمواجهة فايروس كورونا لموظفيه خلال العام، مع تعزيز وسائل الاتصال لمنسوبيه، وتسهيل إجراءات العمل من المنزل والعمل بنظام الورديات للموظفين.
وفقًا لبرنامج السعودة، حقق الإنماء تصنيف السعودة من المستوى الأول لعام 2021م، من خلال تنفيذ برامج التوظيف والتدريب. كما أنشأ المصرف "إدارة تمكين المرأة" لرفع نسبة السعودة من الزميلات حيث نجحت في زيادة عدد منسوبات المصرف إلى 16% من رأس المال البشري في عام 2021م، مقارنة بـ 12.5% في عام 2020م.
ومن خلال العمل من أجل المسؤولية الاجتماعية للجميع، يخصص المصرف 1% من صافي أرباحه السنوية لأنشطة المسؤولية الاجتماعية (CSR) واستمر في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والارتقاء بها من خلال برنامج كفالة. تضمنت بعض أنشطة المسؤولية الاجتماعية الرئيسية التي تم إجراؤها خلال العام حملات التبرع بالدم والتبرعات للجمعيات الخيرية العامة والرعاية والبرامج التثقيفية والتوعوية.
في عام استثنائي، سجل مصرف الإنماء أداءً مميزاً ولله الحمد، وسيستمر المصرف في دعم رؤية 2030 من خلال جهوده الخاصة ليكون المصرف الأكثر تقدمًا رقميًا والأسرع والأكثر ملائمة وبتوافق تام مع الأحكام والضوابط الشرعية.
وفي الختام، أتقدم بخالص الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، على ما يقدمونه من دعم وتشجيع للقطاع المصرفي بالمملكة. كما أتوجه لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء اللجنة الشرعية في المصرف بالشكر على دعمهم المستمر وإسهاماتهم المميزة في تعزيز العمل المصرفي الإسلامي المعاصر، والشكر موصول للبنك المركزي السعودي وجميع الجهات الرقابية والإشرافية في هذا الوطن الغالي، وفق الله الجميع لكل خير، وحفظ الله وطننا الغالي المملكة العربية السعودية من كل سوء ومكروه، مع شكري وتقديري للجميع.
عبدالله بن علي الخليفة
الرئيس التنفيذي