تأتي إنجازات الصندوق التي يشهدها في الوقت الحالي، من منطلق الرعاية والاهتمام الذي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله، لدعم وتمكين أبناء وبنات الوطن من فرص العمل في السوق، في سبيل تحقيق أهداف الصندوق وتعزيز دوره في كافة المجالات ذات العلاقة بسوق العمل.
واتساقاً مع المتغيرات التي تحدث لسوق العمل وتحقيقاً لمستهدفات برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 رسم الصندوق خطة تنفيذية لعام 2018 تنطلق في عناصرها لتنمية وتمكين الموارد البشرية، حيث تم التركيز فيها على تمكين وتعزيز ورفع المستوى المهاري للقوى الوطنية البشرية، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم أصحاب ورواد الأعمال، وحوكمة إجراءات العمل وتحسين كفاءتها، والتميز في تقديم الخدمات لعملاء الصندوق، عبر إعادة هيكلة وتصميم البرامج والمبادرات بالشراكة مع المختصين في القطاع الخاص لبلورة وصياغة البرامج من خلال ورش العمل واللقاءات في مختلف المناطق، حتى تكون المخرجات ذات أثر فعّال ومستدام ، من أجل رفع مهارات أبناء وبنات الوطن، وزيادة مستوى مشاركتهم في سوق العمل وسط بيئات عمل منتجة ومحفزة ومستقرة.
طور صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، مبادراته وبرامجه، ضمن رحلة التحول والتطوير الاستراتيجي للصندوق، وبدأ بتشكيل مجلس المهارات القطاعية انطلاقا من برنامج التحول الوطني أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030م، وعدة مجالس تستهدف قيادة برنامج التحول الاستراتيجي للصندوق.
كما تُشرف هذه المجالس على تحسينات البرامج وتطويرها قبل إطلاقها، وضمان تنفيذها بكفاءة وفاعلية عالية، ومراقبة التحسين المستمر في جودة البيانات والمعلومات، وفعالية مراقبة البرامج وقياس الرضا، وتفعيل الشراكة الاستراتيجية وتحفيز التواصل الهادف مع القطاع الخاص لتلمس احتياجاته من برامج واعدة لتمكين التوطين ولمعرفة المهارات المطلوبة في مختلف المجالات للخروج بآلية عمل متكاملة تُساهم في تحقيق التوطين المستدام وبناء الكوادر الوطنية المنتجة.
وقد أطلق الصندوق مؤشرات سوق العمل السعودي وتدشين بوابة المرصد الوطني للعمل، والتي تعتبر أحد أهم المبادرات الوطنية التي ستسهم في تحسين وتطوير السوق لدعم صناع القرار. وهذه المؤشرات ذات الموثوقية، سيكون لها دور فاعل-بإذن الله- في دعم اتخاذ القرارات السليمة المبنية على البيانات والتقارير الدقيقة للبرامج التي تعمل عليها منظومة العمل والتنمية الاجتماعية وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة والمختصين وتخدم مختلف القطاعات، مما يرفع من جودة المخرجات.
دعماً لجهود الصندوق في سهولة وصول جميع العملاء للبرامج والمبادرات، تم تطوير وتحسين خدمات البوابة الوطنية للعمل (طاقات)، وهي منصة إلكترونية موحدة ومتكاملة تجمع الباحثين عن العمل وأصحاب الأعمال، وتتيح خدمات التمكين والتدريب والتوظيف بكفاءة وفعالية لزيادة استقرار وتطوير القوى الوطنية العاملة، وتعرض الفرص الوظيفية المتنوعة لأبناء وبنات المملكة، من خلال منصة إلكترونية شاملة لسوق العمل، وتقدم أيضا لأصحاب الأعمال سهولة البحث عن الكفاءات الوطنية المؤهلة لتحقيق أهداف منشآتهم وتساهم في نجاح أعمالها.
وتشمل بوابة (طاقات) على مجموعة من الخدمات المتكاملة التي تتضمن آليات التسجيل، وإدارة السيرة الذاتية، وإدارة التقديم على الفرص الوظيفية، وإدارة الاستفادة من البرامج، وإدارة خدمات العملاء، وإدارة خدمات التدريب، وآليات المواءمة الالكترونية، وإدارة قنوات التوظيف وكذلك إدارة برامج التمكين والدعم للتدريب والتوظيف.
في إطار حرص الصندوق على تحفيز منشآت القطاع الخاص على التوطين، ورفع مساهمة السعوديين والسعوديات في سوق العمل، فقد تم البدء في تقديم الدعم للمنشآت لتوظيف السعوديين والسعوديات من خلال برنامج دعم التوظيف لرفع المهارات حيث يتحمل الصندوق نسبة من أجور السعوديين والسعوديات العاملين في القطاع الخاص، ويكون الدعم في هذا البرنامج من خلال تحفيز منشآت القطاع الخاص على التوظيف والتدريب أثناء العمل بمساهمة من الصندوق بدعم التوظيف الكمي والنوعي، لرفع مساهمة الكوادر البشرية الوطنية في سوق العمل في كافة الوظائف، وتزويدها بالمهارات الضرورية التي يحتاجها السوق.
وحرصاً من الصندوق على رفع معدلات توطين الفرص الوظيفية، فقد تم إطلاق مبادرة تحويل فروع الصندوق في كافة مناطق المملكة وعددها 22 فرع إلى مراكز تأهيل وتوظيف، لتقديم الدعم للباحثين والباحثات عن عمل من خلال دراسة حالاتهم ومعرفة المهارات التي يحتاجون إليها وتأهيلهم وتجهيزهم لسوق العمل، وكذلك دعم استقرارهم واستمرارهم في العمل من خلال مستشارين متخصصين في الإرشاد والتوجيه، بالإضافة إلى تحفيز أصحاب العمل على توطين الفرص الوظيفية في بيئة منتجة ومستقرة، وتمكين أبناء وبنات الوطن من الإسهام الفاعل في سوق العمل. كما أعلن الصندوق مؤخراً عن إنشاء أكاديمية القيادة والتي سيكون لها أثر مباشر بمشيئة الله على المنشآت والمواطنين والمواطنات العاملين فيها أو الذين سيلتحقون فيها، لتسلم الوظائف القيادية في القطاع الخاص.
بالإضافة إلى تنظيم ملتقيات كبرى في مناطق المملكة، ذات مسارات تخدم أصحاب وصاحبات العمل والباحثين والباحثات عن عمل، ورواد ورائدات الأعمال، والموظفين والموظفات، والطلاب والطالبات، وتضم معرض توظيف وارشاد مهني وندوات ودورات تدريبية وورش عمل.
خصص الصندوق عدداً من الممكنات لدعم توطين الفرص الوظيفية في المناطق النائية، حيث دشن فروع متنقلة جديدة للصندوق، في بادرة إضافية لخدمة عملاء “"هدف”" من أصحاب الأعمال والباحثين عن عمل، والوصول إليهم في كافة مناطق ومحافظات ومراكز المملكة، وتوفر الفروع المتنقلة لأصحاب العمل، خدمات في مقدمتها التعريف ببرامج الصندوق، والمشاركة في المعارض في كافة مناطق المملكة، وزيارة المواقع التي لا توجد فيها فروع لـ“"هدف”" وفق زيارات مجدولة، ومساعدة العميل على التسجيل في البرامج، وتفعيل حسابات العملاء، ومساعدة العملاء في تقديم طلبات الدعم، ورفع المطالبات المالية لكافة البرامج.
حققت برامج الصندوق الموضحة في هذا التقرير نمو في أعداد المستفيدين والمستفيدات، ومن ذلك: برنامج نقل المرأة العاملة "“وصول"”، وبرنامج دعم ضيافة الأطفال "“قرة"”؛ وبرنامج تسعة أعشار، وبرنامج التدريب على رأس العمل "“تمهير”"، وبرنامج دعم الشهادات المهنية الاحترافية، ومنصة التدريب الالكترونية "“دروب”".
مواصلة تحسين وتطوير خطط الدعم والتمكين التي وضعها الصندوق بهدف رفع مهارات أبناء وبنات الوطن وزيادة مستوى إنتاجيتهم، وتحفيز القطاع الخاص تجاه التوطين واعتباره مسؤولية مشتركة على الجميع، بالإضافة إلى تصميم البرامج والخدمات وفقاً لمتطلبات واحتياجات سوق العمل. ومبادرات رؤية 2030. وكذلك إجراءات التقييم المستمر لبرامجها وتقويمها وقياس أثرها بشكل دوري لتحقيق أهدافها.
ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يوفقنا لخدمة وطننا وأبناء هذا الوطن الغالي، وأن نحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة – حفظها الله - ،،،،
والله ولي التوفيق،،،
الدكتور محمد بن أحمد السديري
مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)